الكلمة الأفتتاحية

الدكتور/ فارس زين السقاف

المدير العام التنفيذي

انه لمن دواعي السرور أن تُفتتح كلمتنا الترحيبية بالتزامن مع العام الميلادي الجديد 2024م، هذا العام الذي تستعد فيه المؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي بخطط ورؤى ومشاريع مدروسة رغبةً في تحقيق الأهداف المرجوة للحفاظ على الاسم العريق للمؤسسة وتاريخها وإنجازاتها ومكتسباتها التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمستقبل الأجيال وآمالهم، ومن هذا المنطلق فقد ارتضينا بحمل همَّ الرسالة السامية للمؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي المُلقاة على كاهلنا منذُّ أن تدرجنا في سلَّمها الوظيفي من عاملٍ تحت رحى الاتها، وصولا الى إدارة فرعها بعدن، مروراً بتولي مهام الإدارة العامة لشؤونها القانونية بديوان عام الإدارة التنفيذية للمؤسسة بالعاصمة عدن، ووصولاً إلى أعلى هرم سلمها الوظيفي وهو المدير العام التنفيذي، وما كنا لنصل لهذا الموقع لولا فضل الله تعالى ثم ثقة القيادة السياسية مُتمثلة في دولة رئيس مجلس الوزراء ، ومعالي وزير التربية والتعليم الأستاذ “طارق العكبري”، الذين ارتأوا بأن المصلحة العامة للمؤسسة تقتضي ذلك، انطلاقا من إيمانهم  بعِظم تلك المكانة التي تتبوأها المؤسسة باعتبارها صرح اقتصادي وطني شاهد على التطور والنهوض بالمنظومة التعليمية وخدمة النشء وكل الطلاب والطالبات في أرجاء الوطن الحبيب .

إنّ ما تملكه المؤسسة من سمعةٍ متميزةٍ، وصيتٍ لامعٍ، وخدمةٍ نوعيةٍ للتلاميذِ بكافةِ مستوياتهم التعليمية الأمر الذي يفرض علينا إعادة النظر في سياسة وبرامج وخطط المؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي، والبحث عن الفرص لإيجاد مصادر أكثر تنوعاً في عملية التمويل، لتخفيف الأعباء المالية على الدولة لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها البلاد، وذلك لضمان الاستمرارية وبحث آفاق التطوير لتصبح المؤسسة صرح وطني رائد في مجال الطباعة والنشر والتوزيع.

 ها وقد آن الأوان لتُسخر المؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي إمكاناتها لتحقيق رؤاها الجديدة لخلق تشاركية فعَّالة مع الجهات والمؤسسات والهيئات الحكومية وبناء جسرٍ عابرٍ لطباعة المستندات والمحررات الرسمية للدولة، لحفظ وصون سرية مطبوعات الدولة، على أمل أن تستقيم اواصر هذه الشراكات لما من شأنه تطوير المؤسسة، وتوسيع دائرة عملها الطباعي وفقاً للقرار الجمهوري 232 لعام 1992م بشأن إنشاء المؤسسة الذي حدد مهامها واختصاصاتها لتشمل مطبوعاتها الكتاب المدرسي والمطبوعات التعليمية وغيرها من محررات ووثائق ومستندات الدولة الرسمية.

ولا شك أن أهداف المؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي تنبثق من رؤيتها ورسالتها الواضحتين، كما أن نجاح المؤسسة يتحقق عند بناء علاقات سليمة مع مؤسسات الدولة، وبناء علاقات مع المنظمات المحلية والدولية الداعمة للتعليم في بلادنا، والاستفادة من الشراكات الاستراتيجية التطويرية، لكي تتمكن من مواكبة التطور التكنولوجي والتقنية الحديثة الذي طرأت على العمل الطباعي وانعكس أثرها بالإيجاب على تقليل كُلفة العمل الطباعي وتحسين جودته وزيادة انتاجيته.

كما تجدر الإشارة إلى إنّ أكبر تحدي يواجه المؤسسة هو انخفاض مستوى التمويل المالي والذي لا يتناسب مع حجم الالتزامات وهو أمرٌ مقدر لدينا في ظل الظرف الراهن الذي يمر به الوطن، كما أن الطموحات التي تلبي تحقيق الرؤية والرسالة تستوجب علينا النظر بجدية في مسألة الانطلاق للمنافسة بالأعمال التجارية التي تتوافق مع مهام نشأتها وكذلك البدء بشراكات حقيقية مع قطاعات الدولة المختلفة وتعزيز الشراكة مع المنظمات المحلية والاجنبية الداعمة للتعليم ، بما يؤمن توفير إيرادات ذاتية للمؤسسة تساهم في تطوير البنية التحتية تطويراً حقيقياً يحقق الأثر الإيجابي للمؤسسة، وبما لا يتعارض مع التوجهات الحكومية.

وتحقيقاً لذلك، فعلينا كقيادة في المؤسسة المواكبة لتحقيق الطموح في توسع النشاط ليشمل ما تم ذكره آنفاً، وتحقيق الطموح لا يكتمل إلا بتمكين الكادر الفني والإداري وتطويره بوسائل فاعلة تحقق الرؤية والرسالة والأهداف، والاستجابة لتلبية الاحتياجات، كما أن المؤسسة مُطالبة وبشكل عاجل ودون تباطؤ بتحقيق القدر الأعلى من النتائج المرجوة، بالاعتماد على الخطط المدروسة، ولملمة الجهود المبعثرة وتوحيدها للنهوض بواقع العمل الطباعي والإنتاجي في المؤسسة.

ولا يفوتنا هنا أن نرسل فائق الشكر والتقدير في المقام الأول لمعالي وزير التربية والتعليم رئيس مجلس ادارة المؤسسة على جهوده الجبارة التي يبذلها لضمان استمرارية تشغيل المؤسسة واداء دورها الريادي في خدمة المجتمع ، ثم لأسرة المؤسسة العامة لمطابع الكتاب المدرسي بفروعها ووحدات طبعها على ما قدموه وما سيقدمونه مُتمنياً لهم كل التوفيق، ولن يجدونا إلاّ سنداً وعوناً لهم، والشكر كذلك موصولاً لقيادتنا السياسية الرشيدة بقيادة رئيس وأعضاء مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء وكل من له الفضل في إسناد المؤسسة ودعمها والحفاظ على مكتسباتها .

ودمتم في حفظ الرحمن ورعايته

Scroll to Top